ومثل كل مرة يسعدنا أن نفتح نافذة من نوافذ الذكريات نشاهد من خلالها اطلالة علي ذلك الزمن الجميل زمن الطيبة والناس الطيبين زمن الترابط والمحبة والألفة الجميلة . زمن البساطة . ويسعدنا أن نتكلم عن شخصية مميزة عاشت وتعايشت في ذلك الزمن . شخصية لامعة من قبيلة اقماطة أنه
المرحوم / عثمان أبراهيم مفتاح القماطي مواليد 1924
وسوف نستهل الحديث بتعريف كامل عن المرحوم والذي تعود أصوله الي قماطة قصر أخيار تلك القبيلة العريقة المشهورة بالطيبة وحسن الجوار وبالتحديد من بيت بوعبود من منطقة العبادلة ولكون الألقاب لها دور كبير في تحديد وتشخيص الأصول ومثلما تحدثنا عن سبب تسميت ( عبشة ) في موضوع سابق سوف نتحدث عن سبب تسميت ( ابوعبود ) وعن سبب تسمية العبادلة ونعود الي أيام المجاعة والفقر وتلك الموجة التي اجتاحت ليبيا أيام الحروب وهناك تمت تسمية جدهم الأول بهذا الاسم كونه كان يتصدق علي الفقراء والهاربين من موجة القحط والفقر ويقف علي الطريق بسفرة مليئة بالزميتة والتي يتم تشكيلها عن طريق اليد لتكون قطع طويلة يطلق عليها أسم عبود
( عبود زميتة ) ومن هنا جاء أسم بوعبود أما تسميت العبادلة يقال أنهم كانوا أخوة وكلهم يبدأ أسمهم ( بعبد ) عبدالله عبدالرحمن عبدالرحيم وهكذا وكان هؤلاء الأخوة من محفضين كتاب الله والفقه الأسلامي وكان الناس في ذلك الوقت يقولون لأولادهم أذهبوا الي العبادلة ومن هنا جاءت التسمية ... وعودة الي سيرة المرحوم فقد سافر جده مفتاح من قصر أخيار الي المنطقة الشرقية سعياً وراء رزقه ولقمة العيش وأستقر به المقام في منطقة سلوق حيث أشتغل وتزوج وأنجب أبنه أبراهيم الذي بعد أن كبر وترعرع أنتقل الي العيش في مدينة درنه وهناك تزوج ورزقه الله بابنه عثمان وبعد ولادته بأربعين يوم أنتقل الي مدينة بنغازي ليقيم هناك متنقل بين سوق الحشيش وراس أعبيدة وسيدى حسين وهناك نشاء وترعرع المرحوم عثمان
وكان أول عمل يشغله في هوتيل أبن عمه علي أشبير وكانت سيرته العطرة وحسن معاملته سبب في حب الناس له فقد كان محبوب في محيطه وتم ترشيحه ليكون رئيس نقابة العمال وهناك أشتهر ولمع نجمه بشخصيته المحببة وتفانيه في مساعدة الأخرين وحل مشاكل العمال والمطالبة بحقوقهم وأستمر في ذلك العمل شعلة من النشاط والتفاني الي عام 1969 قيام سبتمبر حيث توقفت النقابات لفترة طويلة . وأنتقل علي أثرها الي العمل في مشروع السرير الزراعي الي أن تقاعد عام 1988 مثال للطيبة والخلق والأخلاق الحميدة التي توارثها من أبوه وجده ومحبة الناس له فقد كان شخص متواضع الي أبسط الحدود تربي في ذلك الزمن الجميل زمن الطيبين حتى انطوت سيرته وتوفاه الأجل عام 1992 نسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته ويبنى له قصر في الجنة

شكرا وبارك الله فيكم ابي كان مثال الاب الحنون المحب للغير
ردحذفنسأل الله يتقبله بالرحمه والمغفرة ويجعل مقامه الفردوس الأعلى
ردحذفاللهم أغفر له وارحمه لقد كان رجل طيب
ردحذفالله يرحمه
ردحذف